ما هو شعورك، عندما يطلب أحدهم ذلك منك؟
“أرجوك، دافع عني”
بلا شك، سيكون صعب للغاية، أن كان فرد يهمك أمره، هي لقطة شاهدتها في أحد أجمل وأروع المسلسلات، نطق بها طفلاً يتيماً، ترعرع في كنف عائلة أبيه بعد وفاة والدته لخاله، الذي قدم كل ما يملك لحماية ما تبقى من شقيقته له، على الرغم من نفوذ عائلة أبيه، ألا أنه لا يزال يجابههم بكل قوته، حتى أتت اللحظة، التي جعلته يضع حياته على المحك، لأجل ابن أخته، الذي لا يتجاوز 12 عاماً.
هنا أوقفت اللقطة!
وتأملت الموقف، فأدركت أن الانسان، بستطاعته أن يجعل الامور في صالحه، بشرط أن يكون لديه الدافع القوي، الذي سيجعله يفعل كل تلك القوة النائمة لوقت طويل، ليثور بعدما تجاهل الكثير من الامور، كي لا يعرض الصغير للخطر، وهذا يؤكد أحد أشهر المقولات التي تقول:
“اتق شر الحليم إذا غضب، واتق صبر الحكيم إذا نفذ”
وكلام أحدهم لي في موقف، لا أنكر سوء قلبي في تلك اللحظة، التي كان يملئني الغضب والكراهية، ورغبة بالانتقام، وأن كلف ذلك حياتي، قال:
“في هاللحظة لا تنطقين بحرف، ولا تقومين بأي فعل، قبل أن تعرفي نتائج ما ستقومين به، حتى وأن كان الامر في صالح ما تودين حمايته، أمنحي نفسك الوقت، لتتعرفي على أبجديات ما ستقدمين عليه، لا تدعي غضبك يفقدك صبر سنواتك التي مضت، سيكون كل شي قد ذهب أدراج الرياح، وبلا قيمة”
ومن ذلك الوقت، حتى الان، لا يزال كلامه بداخلي، ولن أنكر صعوبة الامر، الذي جعلني أخوض الكثير من الصراعات الداخليه، وكانت ضحيتها شحوب وجهي، وضعف جسدي، وما هي ألا سنوات مرت، حتى فهمت مغزى كلامه، وكيف كان بمكانه التماسك أمام دموعي، في تلك الليله، فكان هو الاخر، لم يكن على ما يرام، لكن من خلال تجاربه السابقه، والتي صنعت منه هذا الشخص، جعلته متحكم بغضبه، ولم يقم بأي فعل قد يندم عليه، ليس ضعف بل حكمه وقوة، فعندما تشاهد من تحب يبكي، وليس بوسعك فعل شي له، سيكون أقسى شعور قد يعايشه أنسان، ولربما سينهي مستقبله بفعل سيكون لأجل من يحبهم، وهذا يجعلنا ندرك عظمة امر الرب ورسوله بالحلم عند الغضب، لن يكون الامر سهلاً لكنه ليس مستحيلاً.
لذلك سأقول: إياك أن تكون سبب الالم لأحدهم، لأنك ستكون عضه وعبره في يوما ماً على يديه، وأن مر على أفعالك سنوات، سينسى صاحب الاذى أذاه، بخلاف من وقع الاذى عليه، في اللحظة التي ستظن فيها أنها ستكون النهاية، وتصدم من برودة ردة الفعل، فأعلم أن هناك بركان، قمت بإيقاضه، وسيثور في لحظة لن تكون على علم بها، ستكون حينها منهمك في ملذات الحياة، بينما هناك من يقوم بضبط نفسه، ويكافح بأستمتاع مع الحياة، لثقته أن له رب لن يضيع حق له، فهنيئا لهولاء، ولتكن أحدهم، وتقدم في حياتك بثقه أنك تستطيع فعلها، وستكون الامور في صالحك يوم ماً.
هناك قصة قرئتها عن خالد بن الوليد، بعد أن شتمه رجل، فلتفت له وقال:
” هي صحيفتك، فملئها بما شئت”
ولو تمعنا في حقيقة خالد بن الوليد، ستجد أنه أشتهر بعبقرية تخطيطه، وبراعته في القيادة، وليس شخص عادياً.
ولا تنسى لقبه ” سيف الله المسلول” يا ترى هل كان عاجز بالرد على هذا الرجل؟
بتأكيد، لا
بل لديه ما هو أهم، من الخوض في نقاش مع جاهل، و قد قال الغرب عنه بأنّه جنرال إسلامي؛ أي القائد العام لجيوش الإسلام، وهي أعلى رتبة وصل إليها، كما قالوا عنه بأنّه أكثر القادة العسكريين عبقرية في القضاء على الخصوم، وأعظمهم في تاريخ البشرية كافّة، حيث ما زالت جميع خططه العسكرية تدرّس في دول القارة الأوروبيّة، وأمريكا، والدول العربيّة.
ليكن لديك حلم، والتفت لما هو أهم، ودع الامور تأخذ مجراها الطبيعي، أعدك بأنك ستتعجب مما ستشاهد.
اترك تعليقاً