حياة وحب

الصندوق

لم تكن عبثيه تلك القوة، التي منحت لي في تلك الظروف، ولكن لا أستطيع الكذب بشأن ثمنها الذي دفعته.

ما سيمنحه لك الرب في ذاك الوقت، هو لرؤيته عمق ثقتك بنفسك، وما زرعت من جذور متينه، مما يصعب انتزاعها بسهولة، هو الوحيد الذي يعلم بشأن مالم يعلمه أحد، أنت وحدك تعلم ما مررت به، ما قررت أظهاره، وما تركته في ذاك الصندوق.!

مضى وقت طويل على تلك السنة، والان أعود لها من خلال القدر، مما جعلني أكتب هذا المقال، تسألت كثيراً بل تعمقت في كل شي!

واه ما كل هذا!

لقد كان طريق شاق للغاية، بوحدته واحباطه، كسر القلب، الظلام العابث، الاحمر، الزرقة التي اكتسحت ساحاتي، بالفعل لم يكن ما مررت به عبث، لقد كان حكمة لهذه اللحظة، و يقين كاتبه تكتب ما يتساقط بعمقها، أنت تقرأ كلمات رحلة شخص عايش ظروفه، بتقبل ورفض معاً بإكراه، حتى لمع درس ثمين، لا أزال احتفظ به حتى الان، لا شي عبثي يحدث معك.!

ما تريده وما ترغب بالابتعاد عنه، سيحدث حتماً الامر مؤقت، الايام والشهور وحتى مرور السنوات، هي السبيل لتحقيق ما تركته بداخل صندوقك.

ستعود يوماً لتعيد فتح ذاك الصندوق، لكنك ستكون مختلف، سيكون الحقيقة، التي كانت تدفعك طوال تلك الليالي والسنين، ما يحدث حولي هو نتيجة لوعيهم، وحدودي هي ما تحميني من كل ذلك، الرب وحده يمنحنا رعايتة لنعيِ اسبابه، الابتذال الذي تواجه ومحاولاتك بالمضي قدماً، على الرغم من كل شي، يعلمها جيداً وأيضا يعلم بشأن العجز، الذي تمر به والاكثر دهشه، لطفه الذي نلمسه في تلك اللحظات، التي نكاد فيها أن نفقد ذواتنا، يصبح البلسم الذي يداوينا، بنسبه لي أصبحت استمتع بلحظاتي، وبما تحمل لي جيد أو سيء، لا بأس ما يهم هو الدرس، الذي يختبئ بين طياتها؟!

أدرك تماماً حجم الالم الذي حملته سنوات وحدك، لكنني أعيِ نتائجه المحمله بالعوض لك، سيمسح الرب على قلبك بلطف.

كن على ثقة أنك في الطريق السليم، ولا تنسى نحتاج المضي قدماً مهما حدث، لا أنفك من تأمل حياتي بأحداثها، وتوقيت كل ما حدث، اذهل مما يطبق الصمت على لحظاتي تلك، وسرعان ما ترتسم على وجهي الابتسامة الدافئة، التي تغمرني من اعماقي، لقد كان قبل يومين تاريخ يوم ميلادي في هذا العالم الثمين، ألا أنني تعرضت للكثير فيه، لكنني قررت المضي، لا تظن حتى في يومك المميز، وذكرى ولادة شخص دافئ وثمين مثلك، لن يحمل أي شي سيء، وهذا لأننا في عالم مليء بالاحداث، التي من خلالها تتبدل طرقنا واقدارنا، لتأخذنا نحو الوجهه الانسب لمرحلتنا، سنستمر بالمرور بالكثير حتى اَخر يوم من حياتنا.

الصندوق هو تجسيد للماضي ودروسه، عندما يعود البعض لصندوق ذكرياتهم، هو كذلك صندوق ماضيك، طوال مسيرتك سيمتلئ بالدروس، وفي لحظات ستعود إليه لتتأمله بعض الوقت، لتدرك ما تعلمت منه وما منحت من خلاله، وصولاً للمرحلة الملكية، وهي عندما تود مشاركة اسرار صندوقك مع أحدهم، هنا بدأت بمرحلة متقدمة للغاية، والتي ستكون فيها في أوج تألقك، عندها كن فخور بنفسك.

 

أعتنوا بأنفسكم وتذكروا لا شي يحدث لكم عبث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

دعم العملاء
تحتاج مساعدة؟ دردش معنا على الواتس اب
حياة وحب