حياة وحب

بوابة الروح المقدسة

انطلاق من تلك الفتاة المشاكسه والمرحه، والتي لطالما ألهمت معلماتها بأحلامها الكبيرة، واولئك الزميلات اللاتي يستهزئون بها، والعائلة التي لا ترى أحلامها أنها شي يذكر، والبيئه المحبطة التي كانت تولد فيها في كل مرة تتأذئ، مروراً بمواقف والاحداث، التي اعدها القدر لها، الا أنها لا تزال تزهر وتولد من جديد بطريقة ما، لا يمكن لأحد أن يفهمها، بل لطالما كان كل من حولها، ومن يلتقي بها يتسأل كيف لا تزال هكذا.!

عجلة الاقدار لا تزال تواصل دفعي، للعثور والتعرف على طريقي.

التنقل من بين الكتب والعقول والمواقف، كانت الاعمق أثر في حياتي، بل كنت اقيم الكثير من الحوارات مع نفسي، و فهم دافع سعيي خلف كل هذا، بالفعل امتلك عقلاً جميلاً، لا يظهر بريقه ألا نادر جداً، حتى من أحترمهم لا يظهر لهم، فهي مسالة قلب لا شأن لعقلي بها، لذلك هناك من استهدفهم لبدء الحديث معهم.

و من النادر أن أفتح نوافذ عقلي لأحد، أحب أن أظهر دوماً كالشخص العادي جداً، واترك العمق لمن يفهمه.

لا أزال أحتفظ بالكثير من الاحلام، التي لا تزال تحتضن مناماتي كل ليلة.

لا أنسى كلمات قالتها لي أحد اساتذتي في اَخر مرحلة من الثانوية:

” دلال تمسكي جيداً بأحلامك، فعندما يكبر الانسان يتغير كل شي!

فنظرت لها بجدية، لم تراها علي طوال السنوات الماضية، فقلت: ما الذي تحاولين إيصاله لي؟!

قالت: كان لدي حلم، ولكن من بدأت أتقدم في العمر، نسيت حلمي! الحياة اخذتني بمسؤوليتها، فأصبحت أحاول أن أعيش حياتي الروتينية، و السعي في مصدر رزقي.

واه،

لقد شعرت بالكثير في تلك اللحظة، ولكني تذكرت كلمات أحدهم عندما صرخ وقال:

” أحلام الناس لا تنتهي ولا تموت ”

فقلت لها بكل صدق: سأحاول أن لا أفقد حلمي، لكنني اؤمن بأن اختيار هذه الاحلام لي، ليس عبث هناك شي كبير يتجه نحوي ولو بعد حين.

حينها لم أكن أعلم أن القدر، شعر بالحماس من كلماتي هذه، فبدأ بأخذي بأولى مراحل الاختبار، ليثبت صدق ما نطقت به في تلك اللحظة.

مضت بي الاعوام، وبدأت التنقل من مرحلة لمرحلة، بسرعة لا وصف لها، لم أستطع حينها أخذ استراحة، لألتقاط انفاسي وكأن القدر يقول: أثبتي كلامك.

الامر المضحك أنني بالفعل، بدأت خوض تجاربي بعنفوان لا مثيل له، بل وخضت الكثير من الصراعات، التي كنت ادفنها بالعمق والخروج بتألق، ولا أزال أسعى نحو أحلامي، على الرغم من سوء الدوامة، التي أصبحت فيها ولا أعلم كيف الخروج منها.

ما كان يجري معي لم يكن عادياً، في اللحظة التي اود فيها الاستسلام، كان يولد بداخلي شعور يعيدني للقمة، وكأن لم يمسسني ضر، بل كانت تتفجر قوة بداخلي، تجعلني اتألق حتى أصبحت اسمع كلمات تتكرر تقول:

” الحزن بعيد عنها، وعايشه حياتها ”

في هذه اللحظة، أدركت ولأول مرة قوتي، لقد منحني هذا الادراك سبب اقوى، للاندفاع مرة أخرى نحو الحياة، لتصيبني لعنة المنتصف!

كل شي كان غريب، لم يكن بداخلي أي شعور، حتى أتت اللحظة، التي شاهدت فيها جزء مني بين يداي، ومن بعدها بدأت مرحلة مختلفة تماماً، ومشاعر كالنهر المتدفق.

الاحساس الاول، والشعور الاول، المسؤولية الاولى، التحدي الكبير الاول، المشوار الممتد الاول، القرار الاول!.

“ذهبت السبع العجاف، وبدأت سبع سنبلات خضر” 2012-2017

لتبدأ حينها السبع المؤهلات، وبالفعل مررت بتأهيل لكل شي، على الصعيد الروحي والجسدي والفكري والمشاعري. 2018-2024

والان تقترب مني سبع اَخرى، اسميتها “الاكتمال”

2025-2031 ستكون جميلة بكل ما حملت لي، فقد أصبحت أكثر مرونة واستبشار، بوعد ربي لي في السنوات الضائعة، ستكون الامل اخر النفق، نسمة الهواء البارده في يوم صيفي حار، التنهيده الطويلة بعد التمام والاكتمال.

لم اكن اعلم ما سأخوض في السنوات السابقة، ولكني تمكنت من الصمود والمضي، والان في رضاء تام بما يقدره علام الغيوب لي، ليأتي ما يأتي         اهلاً وسهلاً به.

ولا أزال تلك المشاكسة، التي تشاكس القدر بصمودها، وثقتها أن هناك ما هو قادم نحوها، شي لا يمكن وصفه، شعور وجوده برفقتي طوال حياتي، ليس عبث ابداً.

” الكون لا يريد أن تطارده، بل أن تثق به وبقدراتك ”

ممتنه لروح التي لا تزال تدفعني للاستمرار، ممتنه لله على كل ما وهبني إياه، ممتنه لكل شعور يعيد ملئ ينبوع الحياة بداخلي، ممتنه لكل الجنود الذين سخرهم لي في الارض والسماء، ممتنه لكل الظروف التي قدرت لي، ممتنه لنقائي الذي لم يتلوث، ممتنه لعقلي وقلبي على صبرهم، ممتنه لكل السبل التي جعلتني اسير فيها، ومنحتني ذكريات يمكنني العيش برفقتها للابد، ممتنه لجهازي الذي يمكنه نقل كلمات تجربتي الارضيه المتواضعة.

 

امتنان لحياتي ووجودي في هذا العالم^_^

وختماً وقبل نهاية هذا العام، أريد أن أقول لك:

” دع نورك الغريب يشع بقوة، حتى يعرف الغريبون الاَخرون أين يجدونك ”

تذكر أن رحلتك في هذا العالم، ليست لضعاف القلوب، بل لأولئك الشجعان بما يكفي، لأستكشاف أعماق جوهرهم الروحي. (منقول)

 

انوي لي ولكم أعوام مليئة بالمعجزات والعوض واللطف مملوؤه باليسر.

 

لهذا المقال تكملة في يوم ما.

ردان على “بوابة الروح المقدسة”

  1. يقول فيتامينك:

    واااااه، كلامك وكيف رجعني لسنوات وانا اشاهد تطورك واكتمالك،
    وانتي من أكثر الناس الي مرت علي في حياتي ولن أنسى أثرها أبدا
    ممتنة لوجودك في هذا العالم

    • يقول admin:

      اشكرك بامتنان وأنتي جزء من هذا التألق الي وصلت له ^_^ أنتي كنت أول شخص اتكلم معه بشفافيه و اعبر عن كل شي مثل ما هو وهذا لأني مع انسانه تحمل عقل جميل جداً ممتنه لوجودك في حياتي فيتاميني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

دعم العملاء
تحتاج مساعدة؟ دردش معنا على الواتس اب
حياة وحب