بعدما خرجت وستلقيت على الارض وبدأت اراقب الغيوم التي تطفو في السماء كان الصمت والهدوء يعم الارجاء الا أنني اسمع صوته يتردد علي! ابتسمت وقلت: يبدوا أن كلينا يشعر بالوحده وبالفعل أخذت هاتفي وقمت بتشغيل صوت الحوت الفضائي52 الأكثر وحده في العالم منذُ اكتشافه في عام1989إلى هذه اللحظة التي أكتب أنا فيها لكم الان وهو يجوب المحيطات بحث عن رفاق.
أفكر بظلمة اعماق البحر ووحدته كيف قضى هذه السنين؟
لا أكف عن سماع صوته الذي يجعلني أشعر بمشاركته وحدته بدأت بمحادثته هل يمكنني أن أحضى بليلة في البحر وانصت اليك؟
ما قصتك؟
ولما لا تزال تجوب المحيطات حتى هذه اللحظة؟
هل ستعثر على رفاق أم ستكون رسالة عميقة لي بأني لست الوحيدة التي تشعر بذلك؟ ما الذي يجري معك؟ ولما لا تزال وحيد؟ما الذي تحمله معك؟
هل أنا فضائي مثلك؟ على الرغم من الكثرة حولي الا أن شعوري بالوحده يتفاقم معظم الوقت!
لأول مره اتمنى أن اعرف ما الذي تقوله! لأنني عندما اعرف ما تقول يمكننا الحديث للابد معاً عن تلك المحيطات التي زرتها طوال تلك السنوات والامور التي شاهدتها اثناء رحلتك وما الاسرار التي تقبع تحت البحر والاهم ما هو سر وحدتك؟!
من أين اتيت؟ ومع من كنت؟ ولما أنت وحدك؟
يا صديقي لا يمكنني معرفة عنك شي سواء صوت صراخك طوال تلك السنين ولم تمل وكأنك تأمل أو تشعر بأنك ستعثر على أحد يوما وفي مكان ما!
يبدوا أننا في هذه نتشارك لا اعلم ما القادم لكن هناك لطف خفي يدفعني لتقدم ومواصلة ما اقوم به هناك من يجذبني له على الرغم من الوحده والارهاق، التحديات المتواليه الا أنني اتطلع لأمر لا اعلم عنه شي لكن شعور السكينة والسلام يسكن اعماقي ويبدوا أن كلينا على موعد لشي عظيم لم نتخيل يوما أنه سيمنح لنا.
سأبقى اتطلع لعثورك على ما تبحث وأن رحلت قبلك من هذا العالم اريدك أن تعلم أنني سأرقبك من السماء وسنلتقي يوما في مكان ما لست وحدك لطالما منذُ كنت بعمر 14 وأنا أشعر أنني لا انتمي للمكان الذي أعيش فيه والان وبعمر 28 لا يزال يسري بداخلي هذا الشعور ولم يفارقني قط!
هل نحن فضائيين؟ أخترت البحار وأنا اليابسه! هل سنلتقي؟ هل نحن أحجيات تكتمل باللقاء؟
هنا تذكرت كلمات أغنية جين تقول:
أيها الحوت هو كذلك يشعر بالوحده لقد غادر بعدما ترك لنا هذه الاغنية هل هو أيضا فضائي مثلنا؟
تنوية:
الحوت 52 هو الاكثر وحده في العالم لا يعرف عنه أي شي ولقب بهذا اللقب بعدما التقطت صوتا تردده 52هرتز في أعماق المحيط الاطلسي اعلى من تردد الحيتان التي تتراوح ما بين 10 إلى 40هرتز وكل ما نعرف عن حوت 52 هو أنه لا يزال يسبح في المحيط بلا رفاق
اترك تعليقاً