في الليالي التي اعود فيها بعدما جبت مسافات طويلة، وبينما تمتد رحلتي ساعات، كنت أعلق كثيراً، وأميل لصمت، وانعزل مع أفكاري، تلك التي تحملني لعوالم مختلفة، مما يجعلني أمضي معظم تلك الطرق شاردة الذهن، بأضواء المركبات المتفاوتة، كانت تتزامن بإيقاع مدهش بإنطفأتي المتوالية، ومع زيادة برودة الطقس، لم يحتمل مشروبي الدافئ برد قلبي، لكنني حالما تذكرت بعض المواقف التي مررت بها في ليلتي السابقة، مع أحد اولئك الرائعين، أدركت حينها جمال الشعور، وتسألت كيف لفكرة تحتضن لحظة و أن تكون بكل هذا الدفئ؟!
كم تبدوا فكرة التحدث بقلب مفتوح لشخص لا تعرفه لبضع ثوان من لقائكم ذات معنى، اضعت طريقي في منتصف تلك الليلة! وعثر علي من قبل أحدهم، يبدوا هو الاخر مثقل، وسرعان ما طلبت المساعده، فما كان منه سوا أن يقدم العون، وفي لحظة مررنا بموقف غريب، مما جعلنا نفترق، وعدت تائه مجدداً، لكنني أستطعت المضي، ومرة آخرى في محاولة العثور على الطريق الصحيح، ظهر فجأة أمامي لقد كان ينتظر الاحمق، وسرعان ما اخذني لأصل وجهتي، وبسرعة في محاولة لكل منا أن يمضي، كانت الاسئلة التي يلقيها لتخفف من احراج تلك اللحظات وقلقها، ضحك وردد كم تبدين طفولية عندما أكملت طريقي، وتركتك خلفي،
لكنني لم اتعمد ذلك، هذا لمصلحتك!
لا أعلم ما الذي يقصده، فقلت لست طفولية.
لكنني ساذجة للغاية عندما وثقت بأنك شخص يمكنني الاعتماد علية فتركني خلفه!
مما جعله يتوقف، وقال: لقد دخلت بطريقة غير نظامية، لكن لم أستطع اكمال طريقي بعدما تركتك خلفي فأنتظرتك، والان سأقوم بإيصالك، ومن ثم اعود لوجهتي، فقلت: اين؟
فإجاب: لا اختي المريضة، والتي تشبهك كثيراً، وهذا أهم سبب جعلني انتظرك.
” بسرعة أمشي قبل يكشفوني “
فقلت: دلال
فقال: يالله دلال بسرعه، وفي اثناء سيري مع هذا المتسلل، اختصرنا قصة حياة كلينا في دقائق، كان وقت ممتع، من يرانا، لن يدرك أننا ذات الشخصين اللذان كانا يتشاجران قبل قليل.
جعلني ذلك أشعر بأني أفضل، وحالما وصلت ابتسمت وشكرته.
و انتهى لقاء الليلة.
مرات قد يعيد الحياة لقلبك، البدء بحديث لطيف، مع شخص لا تعرفه، ولا يحمل اتجاهك أي مصلحة، شخص يشبهك، دقائق ستظل عالقة للابد مع كلينا، أحب لطف القدر معي في تلك الليلة.
لا أنكر كم كنت آمر بوقت عصيب، مما جعلني أخذ جولة في تلك الاسياب البارده، والتي كانت أنعكاس لقلبي، فحدث هذا الموقف، الذي جعلني أدرك لطف أرواح جميلة، وأن لا بأس أن تتوه بعض الوقت، لربما تعثر على امر قد يعيد بهجة قلبك، كما فعل هو^_^
في الواقع لن يعلم أن هنا كاتبة تتحدث عنه، بكلمات مزجتها بمشاعر تلك اللحظة المضحكة، والشجار الذي حدث بيننا بشعور دافئ.
أنوي أن يحظى بسعادة تغمر قلبه، وأن تعيد بريق عيناه إليها.
لقد كان هزيلاً، ومرهق للغاية، فقد كانت تحمل عيناه قصص كالسراب، يمكنك رؤيتها، لكن حالما تقترب منه تتلاشى!
آمر رائع أن تلتقي بمثل هذه المواقف مع شخص، يمكنه وصفها بأسلوبه الخاصه، وهو محظوظ بلقائه كاتبة تنتقي كلماتها بعناية، لتصف نقاء لحظة يمكنها أن تكون السبب في توقف الزمن بداخلها، فتجدها تفضل الجلوس بجوار نافذتها، وتحتسي قهوتها، بينما تشاهد أفلام ذكرياتها بإيقاع موسيقاها، ومن يشاهدها قد يظنها تنتظر أحدهم، بينما الحقيقة هي تستمتع أضعاف مما يدفع العالم لمحاولة الشعور بالسعادة بماله.
فبراير أحمل لي الطف و أجمل لحظاتك لقلبي، وكن لطيفا مع ذلك الاحمق، وسأكون ممتنه.
اترك تعليقاً