حياة وحب

شعور

مرحبا عدت مجدداً.

تعلم أن لا وجود لضمانات في هذه الحياة، الا أنك تواصل المضي قدماً!

وهذا أكثر اَمر مرعب ومرهق للغاية، لا أنكر أننا قادرون على تخطي الكثير، ولكن الادراك الذي يأتيك عندما تأوي لفراشك، يكون أكثر قسوة عليك!

لكنك تتحلى بالشجاعة لخوض غمار هذه المغامرة، التي جعلت قلبك ينبض لأول مرة، تتاولى الدروس بظروفها ولحظاتها اللامتناهية، لتغدق كيانك بالكامل بما ألفه قلبك، الامر الذي يجعلك تفكر كثيراً!

تتبادر بذهنك الكثير من القصص من الماضي، ألا أن شبح المنام يبدأ مهمته، التي لطالما قام بها على اكمل وجه، يحتضن قلبك لينعم بالامان، عندها النوم يسرق عيناك، وهنا تحيط بك الرعاية الالهيه، التي تدعو الله بها في كل ليلة، عندما كنت تشعر بأنك لست على ما يرام، اللطف الالهي موجود، وينقذنا قبل أن تسيء الامور أكثر (واه يا كمية الطمأنينة في هذه الكلمات).

تخبطاتي والاذى الذي سكن قلبي، كان اللطف الالهي يرعاه، حتى مرحلة التخطي، أنا أركض في العالم بكل اندفاع، بعدما إيقنت أنني بين يدي علام الغيوب، لمست لطفه ورحمته وتيسيره في تفاصيل، لا يمكن التنبأ بها^_^

الحدود نتحكم بوضعها مع من لا نرتاح له، لكن لا حدود ولا سقف لكمية الاندفاع والانطلاق مع ربي، استشعر قربه بداخلي، حتى في تلك اللحظات، التي يعلم أنني لن أقدم عليها، كي لا افقد رعايته لي، هو معي منذُ ولادتي حتى مماتي، كيف لي أن أفقد سببي الاول والاخير في عيش هذه الحياة؟!

اسبابي تتعدد ولا نهاية لها، لقد اَمني بحمايته و اَمنت على نفسي ومن حولي، هو معي إينما حللت وإينما أكون، هو السبيل لنجاه، هو الحياة، هو اليقين الثابت، الذي لن يخذلني مهما فعلت.

المنفى الاَمن في الليالي المظلمة والبارده، و البلسم عندما يزور الاذى قلبي، و الدفئ عندما امتلئ ببرد القلب، و النجاه عندما أصبح على الحافة، و اليد الممتده و الممسكه بي ولن تفلتني ابداً.

يا رفاق

الشعور المثقل الذي يسكننا، هو الامر الذي يجب الانتباه له، هو الحقيقة التي لا يجب ألا نغفل عنها، لا املك الحق لأخبركم بما لا يمكنني فعله!

لكن الاذى قد بلغني، ولا رغبه لي بأن يخوض هذا الالم انسان ابداَ.

فلسفتي الخاصة، اتجاه ما اردت حدوثه في حياتي، هي أنني سأعيش مرة واحدة وحسب، لذلك أقدم دون تردد، واواجه بحده وكأنها معركتي الاخيرة، وكما قيل عندما تعلم أنها النهاية، لا تمت جبان.

تتعدد الاسباب والافكار المدفونه فيني، ألا أن الشي الوحيد الثابت، هو أنني أنجذب نحو النادر، الذي من الصعب العثور عليه، التفاصيل الدافئه، التي لا تشد انتباه أحد، حتماً تجدني أقف أمامها لساعات دون كلل أو ملل، أنني أغرق بالتفاصيل، وأعلم أني لن أنجو، لتجرفني لأي وجهه لم اعد ابالي.

كما هو الحال معي دائماَ، أعيش عمق التفاصيل بأنعزال، واستلذ بهدوء اللحظات والسكينه، التي تحتضن خلوتي، عن أي وحده يتحدثون؟!

الجلوس بعيداَ عن الجميع، والانخراط في تفاصيلك، قيمة وشعور عظيمه فقدت منذُ وقت طويل.

وفي اللحظة التي أشعر فيها أنني وقعت، أعيد ترتيب المسافات مجدداَ، كي لا يأذيني قربها، لا بأس بتأملها من بعيد، لا بأس بالابتسام لها، لا بأس بالسكوت أمامها، لا بأس بأستشعار الشعور بينك وبينها بصمت، لا بأس لا بأس.

بعدما أصبحت أقدر قيمة حياتي جيداَ، أصبحت أقدر كل ما يحيط بي، أقدر علاقاتي و ظروفي، وأحاول أن أحياها بالشكل السليم، أقدرها لأنني أعلم بأي لحظه قد تسقط ورقتي، لذلك قدرو كل ما تملكون، فوالله أننا نملك الكثير من النعم، التي لا تقدر بثمن وأهمها، هو قلبك الذي لا يزال ينبض للاتصال والمحادثات واللعب والرقص والحياة، التي تتسع لبهجته مع من يحب، يتسع لمزيد من الذكريات الجميلة، لمزيد من تجارب أعمق، واستشعار مشاعر انسانية أعظم، لمزيد من ولادات تحمل من يشابهك بالشكل والروح، لمزيد من الوفرة، التي وهبها الرب لك.

لا تتوقف عن شكر الله ابداَ، أشكره على كل ما منحه لك، أشكره على كل اللطف في حياتك، على كل التحديات في حياتك، التي جعلتك تنمو بشكل جيد، أشكره على رزقك ونومك المطمئن، حياتك الداخليه، حركة جسدك السليمة، ابتسامتك الجميلة، فراشك الدفئ في الليالي البارده، انتعاشك في الصيف بمشروبك المفضل والكثير من الامور، التي لو أننا التفتنا لها، سنعيِ أننا ملوك الارض.

سأمضي بطريقي بيقين كلمات أحبها تقول:

“ما هو لك سيأتيك فلا تقلق”

 

أعتنوا بأنفسكم وأحظو بنوم هانئ، وشكراً لوقتكم الثمين، الذي منحتوني إياه.

ولا بأس كل شي سيمضي، وكأنه لم يحدث لا بأس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

دعم العملاء
تحتاج مساعدة؟ دردش معنا على الواتس اب
حياة وحب