حياة وحب

كلمات تجسد ما تعجز عن البوح به!

من اللحظة، التي بدأت فيها الكتابة، كنت ارغب لمن ينصت لي، لكنني أدركت صعوبة العثور على أحد، يمكنه استيعاب ما اود التحدث به، لقد كنت أشعر بالاحباط، بأن لا أحد يدرك عمق الشعور المؤذي، الذي كنت أعايش طوال تلك السنوات، فأعتزلت العالم.

أجل، لا أنسى تلك السنوات، التي لا وجود لي على الخارطة، ولا يمكن لأي انسان أن يعثر علي، لقد أختفيت ممن حولي، تلاشيت في عتمه، لا سبيل لأي أحد أن يمسك بي، سقطت ومع مرور الوقت، كنت أغوص أكثر في العمق.

أنا و الظلام الذي استفرد بي، ولم يكن لدي أي سبيل لنجاه منه.

الروح التائه، ثقل الملابس على جسدي، الانغلاق التام، البؤس الحقيقي، الحزن الذي دفن بعمق بداخلي، العجز!

سهولة الكلمات، التي تقرئها الان، لا تسوي صعوبة الشعور، الذي يحمله الانسان وحده بداخله، ولمدة طويلة، أراه أعظم انتصارات الانسان في هذا العالم، الجلوس طويلاً بصمت، جعلني املني، ولكنه كان المحرك الحقيقي، للحقائق والمعجزات، التي تحملها روحي، لم تكن النهاية كما ظننت، بل كانت البداية لي، فبدأت برفقة القلم والورقة، لتصبح ساحة معارك عقلي وقلبي، فأكتب ما يعجز على هذا الاثنين، ومع الاستمرار، بدأت الابواب الداخلية، التي أغلقت منذُ سنوات، بفتح ممراتها، للوصول إلى مكان التسامح، والتعبير الحقيقي عما يحدث، أنطلقت كل الاجوبة من داخلي، لتظهر في سمائي، الروح التائه عثرت على خريطتها، ثقل الملابس أصبح الاحتماء من برد القلب، الانغلاق التام كان الحل الامثل لتزهر حدائقي الداخلية، البؤس هو الهناء لنعيمي المطلق، لفهم سر الوجود، الحزن العميق، لأدرك تفاصيلي الصغيرة التي تحمل سعادتي، العجز هو انعكاس للاستطاعه والقدرة والتمكين للقوة الداخلية، التي تحملها روحي.

لم يكن أي شي عبثي، بل هو حياة وجب أن أحياها، لأفهم ما أريد، بإختياراتي، التي عشت الجانب المظلم منها، لأصل إلى ما أنا علية اليوم.

أنت، الذي تقرأ الان.

لا تجزع مما أصابك، وما تعايش، ومهما كان سوء ما تشعر به الان، سيتلاشى حالما تتقبله، وتفهم حقيقة الانعكاس له، ولما يستمر معك، ولا تحدث أي تقدم، اسأل نفسك، وإياك أن تستعجل الاجابة، مررت بذلك لسنوات، واستمريت بالحياة برفقة اسئلتي، التي كانت تتساقط كالشهب في حياتي، 11 عاماً مرت، لكنني لم امل ذلك، بل كنت أراقب، ما الذي حدث، وما هي الطريقة، التي تجعلني اتقدم في حياتي، فكانت الصدمة، أن الاجوبة بداخلي ومعي طوال 11 عاماً، كان كل شي يبدأ من الداخل، داخل نفسي وروحي، ومن خلال الصمت تمكنت من فهم الكثير عن نفسي، والاستماع الجيد لمن يهواهم قلبي، دون سبب كان صوت الروح، ينادي ويرشدني طوال الوقت، لم أكن وحدي كما كنت أعتقد، بل كان معي جيش لا أعلم عنه شي، وقد عثرت على مصطلح يختصرهم، “الفريق الروحي” مع “الارشاد والعناية الالهية”

الاله معي ولا زال معي طوال الوقت، ومعي في هذه اللحظة، التي أكتب لك فيها الان، أختارني لأكتب هذه الكلمات، لتجسد حقيقة عايشتها، يعيشها الكثير الان، بل أن هناك، من لا يزال الوقت لديه متوقف.

في الحقيقة، قد لا التقي بك ولا تعرفني، لكن ما أسعى إلية، هو أن تصلك كلماتي، التي يتجسد فيها شعوري، الذي اندمج ما بين الماضي والحاضر، ليكون المستقبل المزدهر لي، من خلال ابواب الماضي، التي لا أزال ممتنه لها، والحاضر الرفيق الجميل والثمين، الذي يسمح لي بكتابة هذه المقالة، لتصف شعوري المتزن لمستقبلي المشرق، والمليء بالازدهار والقوة والتقدم، الذي سيدهش نفسي أولا، ومن ثم من ظن، أنني دفنت للابد.

ألا يبدو فوز حقيقي وثمين؟

لا أنكر، سوء نواياي اتجاه الرب في السابق، ضعفي وقلة حيلتي، تشائمي، لكن كل هذا ولاء، وأصبح من الماضي، بعدما أدركت، أنني امتلك زمام أمور حياتي.

عبر عن كنوز نفسك، بــ فن لا يمكن لأي أحد، أن يقلده، تألق، وعش سعيد.

يمكن لهدية بسيطة، أن تصنع المعجزات، وموسيقى جميلة قد تخلق أروع اللحظات، رواية ما تكون الأنس لوحدتك، كلمات تنبض بروح كاتبها، كقلادة لا يعلم عن سرها سوا حاملها.

عندما تشعر بالانطفاء، تذكر أن هناك من عايش الشعور، وقت طويل، ويتفهمك، ويخبرك أنها البداية لحياة أكثر معنى.

تماسك فأنت لست وحدك، استمتع في هذه الحياة القصيرة، ولا تحزن، عش بأمتنان على كل ما وهبت.

“لو كان لي الخيار بأن اختار لما كنت غير بائع للازهار فان فاتني الربح لم يفوتني العطر”

عمر بن الخطاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

دعم العملاء
تحتاج مساعدة؟ دردش معنا على الواتس اب
حياة وحب