في أحد أكثر الليالي غرابه، كنت أجلس في الخارج، وصادف أنها ليلة أكتمال القمر، ليلة لا يمكنني وصف مشاعري فيها، لا أعلم مابي؟ ولما أرغب بالجلوس هنا أطول مدة! أشعر برغبة للبكاء، مع برودة طقس تلك الليلة، شعرت بدفئها عندما تساقطت بغزارة، فخيل لي أن دموع تلك الليلة، يمكنها أن تنبت فوق خدي حديقة من الورود، وتزهر بمواسمها المختلفة، ستراها فصل ما في قمة ازدهارها وجمالها، وفصل تذبل وتضعف لتتساقط للمرة الاخيرة، ومع ذلك تزين الارض بأوراقها، وتصنع الكثير من الذكريات لأحدهم، فتصبح جزء مهم في ذاكرة اولئك الاطفال، العشاق، الاصدقاء، بعدما أمضوا وقت ممتع باللعب بأوراقها، وفصل في مقاومة لمحاولة العيش، ومواجهة اوراقها برودة الطقس القاسي، ألا أنها تهزمه وتزهر فتأسر العيون بجمالها، التي كادت تخفيه أوقاتها العصيبة، وفصل تكون في أروع وأجمل حله للعالم، لتكسوه بأجمل الالوان، وتنشر عبيرها في الارجاء، لتعود بجيل جديد من الازهار الفريدة.
“في لحظة صمت، إضاءة شاشة هاتفي برسالة”
“أنت الشخص الذي يود المرء أن يبقيه بجانبة إلى الأبد”
ابتسمت ^_^
لقد كان وقت وصولها لطيف، هي من أحد القنوات الخاصة بأقتباسات جميل الكلام، وبالفعل كانت لحظة رائعة، قد لا يعني هذا الموقف شيئا لأحد، لكنه كان بمثابة لطف خفي لقلبي في تلك اللحظة، ستبقى عالقة معي للابد.
كل شي نظن أننا سننساه لحظتها، سيبقى باعماقنا، في تلك الليلة كنت أشعر بالكثير، وبمجرد كلمات وصلتني بطريقة ما في هذا الوقت العصيب، وتحمل هذا الكم من اللطف، وأن لم أكن الشخص المقصود، مفادها حقيقة قدر القدر أن تصل لي في هذا اللحظة بالضبط أنني هذا الشخص.
وفي أثناء كتابة هذا الموقف لكم، تذكرت ليلة هي من أحد أجمل الليالي التي مررت بها في حياتي، والتي من خلالها أدركت جمال الليالي السابقة، عندما كنت أبحث عن بعض الاقوال العميقة والمؤثرة، فظهرت لي كلمات تقول:
لا ترم ذاكرتك في البحر، سيعيدها الموج، لا تلقها فتاتاً للطيور، ستقتلك غناء..
لا تفكرْ في محوها أبداً، ستصادفك في كل فراغ..
حافظ عليها، على أحزانك، الذين ينسون أحزانهم، يبكون لأشياء لا يعرفونها..
هنا أدركت سبب رغبتي الملحه بالبكاء تلك الليلة، قد يكون هناك حزن مستنير يشتاق، لقضاء بعض الوقت معي!
وما أعني بكلامي هذا: هو أن الحزن جزء مهم في فهم ذاتك، وأدراك رسائلك الخاصة في الحياة، الحزن جميل، ويجب أن نتقن فن التعايش معه، ليس المقصود الحزن الذي يتمرد على صاحبة، فيجعله هزيلا، ضعيف، لاروح فيه مما يجعله يفقد رغبته في العيش، والسبب الاسراف في الغوص في لحظاته، والاستسلام له.
الحزن الجميل الذي يجعلك تتالم في لحظة الحدث، ومن بعد ما تتقبله، وتفهم سبب حدوثه، وتتلقى درسك بشكل جيد، يعيش معك للابد، وبشكل لطيف يسكن قلبك، ويصبح منبهك الداخلي، الذي يسعفك بقرارات ستجعلك تستمر في الانتقال لحياة أكثر معنى، وتعيش بامتنان عظيم على كل ما مررت به من حزن في حياتك، وأن كان مؤلم بعض الوقت، مما يجعلك تتألق، مثل ما جعلني الان، أكتب لكم هذه الكلمات من تجربتي الخاصة مع الحزن، وكيف حولته، لمعنى ثمين يحتضن كلماتي، ليكسوها بأجمل المشاعر الطيبه، التي سينعم بها قلبك، بعدما تقرائها.
أنت هناك، لا تقلق، عندما تشعر برغبة بالبكاء دون سبب، ابك وأرح قلبك دون تردد، لربما هناك ذكريات اشتاقت لتحظى معك بخلوة خاصة، لتذكرك بما قد نسيته لتستعيد درسك، الذي قد تكون بحاجة لمراجعته.
“لا تفكر في محوها أبداً”
اترك تعليقاً