من المره الاولى، التي منحت نفسي الحرية، لتكتب دون تردد عما يختزل عمقها، كنت أهدف لمشاركة حديثي معك، أجل أنت، الذي تقرأ.
سالت نفسي كثيراً، لما أكتب؟ ولمن أكتب؟
فكان الجواب، لكل انسان محظوظ، سيقرأ كلماتي بمشاعرها، في اثناء كتابتها، لربما أكون جزء من مرحلة في حياته، مرت بما فيها، ألا أنها الاجمل، والتي لا يزال محتفظاً بها بداخله، نحن قصص لبعضنا، وأن أختلف العرق، الجنس، الدين، لا نزال ابناء ادام وحواء.
وهذه الحقيقية، التي جعلتني أواصل الكتابه، ربما يكون السبب تافه، لكنه يعني لي كثيراً، أن أكون النافذه الوحيدة، ليبوح أحدهم بما في داخله، وأن كانت دموع تنساب من عينيه، عندما يقرأ كلماتي، هذا يعني لي كثيراً، سأرحل يوماً، واترك كل شي، قد يمحى من الورق، لكن هناك من يحتفظ به في داخل قلبه.
اتحدث كثيراً لرب، وأقول أريد أن أكون نسخه جميلة، لما خلقت في هذه الحياة، شخص رائع، نقي الفطرة، لا يمل البحث في هذا العالم الشاسع، روح مباركه، أينما حلت ستزهر تلك الاماكن بوجود روحها، مع تقدمي في العمر، أصبحت أشعر بأن الوقت وهم، وأني لا أملك الكثير من الوقت على هذه الارض المباركة، لذلك أكتب وأنتقي ألطف الكلمات، لمنحها لأنسان ما يكون بأمس الحاجة لكلمة، وابتسم لعدو أعلم بعداوته قبل عزيزاً اعلم بمعزتي بداخله، لأنني اعيِ حقيقية، أنني سأرحل بأي لحظة، وبأي وقت دون وداع، لذلك لا اريد الرحيل، وبداخلي مشاعر لم اعبر عنها، اريد أن ارحل بكل لطف وسلام ورضاء، أنني قدمت كل ما بستطاعتي، وتركت أفضل نسخه مني.
ومن هنا، بدأت أعثر على رفاق، يشاركوني الهدف نفسه، فنحن نعني لبعضنا الكثير، الكاتب الذي يكتب فيفيض ينبوعه الداخلي من خلال ما يكتب، والمغني الذي يسرد ما حوى بداخل قلبه من خلال صوته، الذي يشبه التهويدة، والراقص الذي يرقص بخفه، على إيقاعات نغمات تعكس الضجيج الداخلي، والذي من خلال قوة رقصة، التي يشاهدها هي جزئه الخفي، الذي لا يبوح عنه، والرسام الذي يرسم أجمل ما سترى عينيك، تلك القصص التي تزاحمت في عقله ليالي، ومن خلال تجسيدها بلوحة ما، يرتاح بعض الوقت من ثقلها بداخله، وذاك العازف الذي لا يمل الرقص بيديه على الالات الموسيقية، وكأنها لا تساوي شي امامه، فتجده يعزف بأحساس، يجعل من ينصت إليه يبكي، لمشاركته امر مألوف بداخله، تناغم بلطف معه، المتسابق في عالم السيارات، وعالم السرعة، والتي يعدها الحرية في نظره، من خلال مهاراته، التي يتقنها تراه يجسد معنى الحرية الخاصة به، وأن كانت حياته على المحك، لقد تولع قلبه بها رغم عنه، لكنه لا يمكنه أن يتوقف عن السبب، الذي من خلاله يستمر بالمضي قدماً في هذه الحياة.
كل شخص في هذا العالم، يمتهن مهنة ما، هي جزء منه، هناك من يبدع بتألق، لا يمكن لأحد أن يفوز عليه، لعمق السبب والرغبة، التي جعلته يواصل فعل كل ما يقوم به.
لكل انسان، سبب لما يفعل، وأن جهلت ذلك، كن لطيفاً، كن مباركاً، كن المعنى للجمال، المعنى للحقيقة، الذي أصبح من النادر أن تشعر بها في عالمنا، كن أحد اولئك الرائعين، الذين لا يزالون يحملون، سراج الامل، ليضيء بها من حوله، بعدما اضاء نفسه، فأدرك حقيقة الاختلاف بين الناس.
لذلك لكل فنان، بأختلاف المجال الفني، الذي تنتمي له، نتشارك رسالة واحده، من خلال ما نقوم به
” أننا لا نريدك، أن تعاني مثلنا”
نود اختصار الطرق لكم يا رفاق، لتكون مناسبه لكم، للمضي وتذكروا أنكم لستم وحدكم، وأن لم نلتقي، لكننا نتشابه بما نترك لبعضنا.
كونوا بخير وأعتنوا بأنفسكم يا رفاق.
اترك تعليقاً