حياة وحب

محاكاة

ما هو الصواب في نظر العالم؟

في ليلة بالقرب من نافذة السيارة، سرقني التفكير في كل ما حدث، لقد كانت اشبه بالصحوة!

حلقات امتدت ولا تزال مستمرة، في محاولة فهم النفس والاسباب.

من اللحظة التي شعرت فيها، أنني لم اعد كالسابق، كانت أروع نسخه مني في هذه الاوقات، بل أدركت أنني في حلقات مستمرة تدور حول تلك الدروس، التي لم اتعلم منها!

اتقدم بالعمر ولكن بقلب طفل، وهذا من اسوء وأصعب الصراعات، التي تعايش أي انسان ناضج عقلياً، ولكن بقلب طفولي يخشى عليه أن يخدش أكثر من الحياة.

في الاونه الاخيرة شهدت الكثير من الامور، التي جعلتني اتغير كثيراً للافضل، أصبحت أميل للهدوء والابتعاد السريع عن أي شي قد يؤذيني، أصبحت أكثر انتقائية لمن حولي، ومن امنحهم وقتي، أصبحت اشهد نسخه مختلفة مني، لم يعد يبهرني التقدم المهني للاشخاص، ولا احلامهم التي تجعلهم في سباق مع الوقت، وهدر اللحظات الثمينه مع من يحبون، أصبحت ابحث عن الاشخاص الذين حققوا التوازن في حياتهم ليبهروني، لا انجذب إلى الجمال المصطنع، بل أصبحت ابحث عن اشخاص طبيعين النظر اليهم مريح، لم اعد انبهر من الحشود، بل أبحث عن القلة الذين أشعر معهم أنني على سجيتي، لم يعد يبهرني التكلف والزخم في المظاهر، بل أبحث عمن أشعر بلذة كوب قهوتي معهم، بينما ارتدي ما هو مريح لي، لم اعد اسعى للانجازات العظماء، والتي ستكون حديث العالم، ما أبحث عنه الان هو الانجاز الاعظم، وهو مكان يناديني فأجد راحتي فيه، أبحث عن علاقه حقيقية بين الام واطفالها، ام تعيِ عظمة مهمتها لتخرج أجيال نادرة، اشخاص حقيقيين في زمن التلاعب والوهم بفكرة القوقعة الاستقلاليه، التي سيطرت على الكثير من التعساء، أبحث عن تفاصيل يوم هادئ يمكنني الابتسام فيه بكل سلام، و أراقب السماء فيه، واعمل واتعلم ما اود تعلمه بكل متعه، دون الحاجة لضغط وقتي و نفسي، مما ينعكس علي والذي قد يجعلني أقوم بردات فعل سيئه، أصبحت أرغب بعيش يومي بعيداً تماماً عن أي شي قد يعكر صفو مزاجي.

في الاونه الاخيرة أختبرت الكثير من الاشياء، التي ولأول مرة في حياتي اعيشها، وكانت من أجمل التجارب، ولا أزال اتعلم منها، أصبحت ابتعد عن أحب الاشخاص لقلبي، كي أمنحهم مساحتهم الخاصة، ابتعد بكل لطف، وانشغل بأي شي قد يجعل قلبي دافئ.

لا بأس بمضي يوم كامل لا تقابل أي أحد فيه، ما دمت تعيش سلامك الداخلي، لذلك في كل يوم جديد يمنحه الرب لي، أكون في قمة الامتنان، واردد الحمدلله دائماً وابداً.

“الحمدلله دائماً وابداً- الحمدلله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملئ السموات وملئ الارضين وملئ ما بينهما”

الامر الجميل الذي تعلمته من هذه الفترة، هي أن أعظم درجات التشافي، أن يكون المرء معالجاً لنفسه، وكلمات قرأتها تقول:

” من لم يكن نوراً لنفسه، لن تسعفه كل أضواء المدينة”

من يمر بهذه الفترة، سترى بعينك من الاحق بالبقاء معك، ومن اساء الظن فيك، ستشهد الكثير فتدبر وافلت وامضي .

لا أزال اعيش الكثير، لكن سأمنحها الوقت حتى أتمكن من بلورتها، لتظهر بأجمل الكلمات التي تختزل بداخلها أصدق المشاعر، لا أزال ارقب وأحاول فهم ما يجري.

 

اعتنوا بأنفسكم جيداً يا رفاق ^_^

 

 

ردان على “محاكاة”

  1. يقول فيتامينك:

    كلام يجعلني أتفكر في كل اللحظات الي أعيشها الآن، لنتقبل هذا النضج بحب

    • يقول admin:

      باعترف لك شغله، بعد ما قرأت مقالاتك “الهجرة” حبيت اكتب شي يكون محاكاة لك في مقالاتك لذلك أنت ملهمة هذه المقاله ^_^

      في انتظار مقالاتك ^_-

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

دعم العملاء
تحتاج مساعدة؟ دردش معنا على الواتس اب
حياة وحب