أنها أول ليلة في ديسمبر، التي أقرر فيها المشي بهذا الوقت المتاخر!
الا أنه كان قرار صائب وملهم، بينما كنت اسير واتأمل السماء، راودني حديث داخلي وابتداء:
منذُ سنوات وأنا اتأمل هذه السماء!
ولم امل منها بل كنت، في كل مرة اشتاق للخروج لتأملها، هل يمكنني أن أحب شخص كما أحبها؟!
دون أن تتغير مشاعري أتجاهه؟
هل يمكنني ذلك؟
هل ساتأمله دون أن امل من ذلك؟
هل سيكون بداخلي له شعور ثابت لا يتغير على مر السنين؟
ابتسمت وضحكت بصوت مرتفع، لا أعلم لما ضحكت؟!
ولكن كان هناك نجم لمع بينما اتسأل فراودني طيف أحدهم^_^
فأكملت سيري وصنعت لي مشروب لتدفئتي، وجلست بهدوء وراسي مرفوع للاعلئ، لتأمل ذاك النجم، الذي يود الحديث معي. (ههههههه)
لا أنكر أن لكل منا نجم في حياته يحب تأمله، وبالتحديد إذا كان يغمر قلبك بدفء، في كل مرة تشاهده في السماء، في تلك الليالي الاستثنائية.
لطالما ولا زال لدي ولاء لولئك الذين يخصصون وقت، خلال يومهم لتأمل السماء، ويترقبون أحداث الفلك من زخات الشهب، التي أراها كالسفن الليلية الخيالية، والتي تمر بنا مرور يترك بدواخلنا شعور لا وصف له.
لتولد ذكريات جميلة، في هذه الليلة، والتي نستعيد لحظاتها في العام القادم.
واه،
في أثناء ما اكتب لكم الان، ابتسم واردد عن أي وحده يشعرون بها، ونحن نملك هذا العالم بجميع تفاصيله، التي تحتاج منا الالتفات فقط!.
السماء بأختلاف اوقاتها، هي تمثل مشاعرنا طوال العام، لو أننا نتأملها سندرك ذلك.
السماء اليلية المظلمه، التي ينسجم معها الجانب المخفي منا، و السماء في الصباح المشرق، التي تحتضن ارواحنا، السماء الممطرة، التي تتعاطف مع مشاعرنا النقية، والسماء الغائمة، التي تداري ثقل قلوبنا، السماء الصحوة، التي ترافق مزاجنا العام، السماء العاصفة، التي تنفض عنا ثقل ماضينا، الذي نحمله لسنوات.
تأمل واسمح لنفسك بالشعور، بكل ما حولك حتماً، ستكون ممتن لمنح الرب لك هذه الحياة.
اقتربت من دخول عمر جديد، ولا أزال أنظر لنفسي، بنظرة عطف ورحمة وامتنان عظيم، لقد نضجت وتأذيت كثيراً، لكن لدي روح جميلة، تزداد مع كل اختبار جمال.
أحدهم قال لي مرة:
أنتي اخر استنساخ منك في هذا العالم، وحديثه هذا كان بعد العديد من النقاشات، التي كتبها القدر لنا جميعاً، في تلك الليلة لقد كنا مجموعة، وقد تحدث كل منهم ولأول مرة بصدق، اعترافات لا متناهية، ندم عارم للكثير، بينما كنت منصته لهم، وجدت أننا نملك ضميراً، ولكن قلة من يعتنون به، قلة من يحمونه من الموت، الكثيرين فقدوه، عندما ركضوا خلف اهوائهم!
لقد كنت في دهشه، من أحاديث بعضهم، وهنا أدركت لما هو مهم، أن يبقى الماضي في نفس صاحبه، وأن لا يشاركه أحد ابداً.
وكالعادة غصت بعمق في داخلي، وحررت الكثير مما في جعبتي، الا أنني ممتنه لما وهب الرب لي، للكتابة والبوح بلطف عن أدق بعض اللحظات النادرة.
“صدقاً”
سأقول:
” احتفظوا بماضيكم، ومهما اراد الطرف الاخر معرفته، لا تتحدثوا ابداً ابداً، فوالله أنكم تصوبون بسهام في قلوبهم، لتنزف للابد بداخلهم، وتؤذيهم كل ليلة، في كل مره يشاهدون وجوهكم، قد يحبوكم حباً جماً، حب صادق ونقي، ولكن لرقة قلوبهم يتأذون بشدة، وبالم لا يمكن وصفه أو البوح به”
( صراعات لا متناهية، وثقب عميق بداخل، لنهاية محتمة، خسرت بالفعل منذُ اعلانك عنها! )
لقد تجمدت يداي، وجهازي قاربت بطاريته على الانتهاء، لنختتم هذه الليلة بلطف، وختماً انسوا ما مضى، وابدواً من جديد لا نزال نملك فرص عديدة، وكل ما هو ماضي ليبقى ماضي.
وتذكروا: من دون الأفكار المشتتة، يتجلى الإنصات المقدس. (وهذا ما عايشته برفقة هذه المجموعة في تلك الليلة)
تغيير الأنظمة الحالية يبدأ من داخلك الاَن.
مقال خلاني اعيش مشاعر مختلفة في نفس اللحظة
احب شعورك واحساسك في كل كتاباتك
وأنا أحبك