مع بدايات صباح مختلف بالشعور، والنفس مع اشراقتها المبهجة للكون، كتبت تفاصيل هذا اليوم مسبقاً، ويجب أن نعيشه بأدق تفاصيله، مرور بمحاولات ايقاظ ملاكي الصغير، والالحاق على الصفوف الاولى للمقهى لشراء قهوة الصباح، والمضي لفصل الفن والالوان والابداع مع روح جميله، ومن ثم الانطلاق للوجهه الاخرى، وهي فصل القدرات للجسد العلوي، والذي يعد أحد أهم الاقسام لإعادة وظائف الجسم لوضعها الطبيعي، ومن ثم الانطلاق للعودة والغوص في عالم يسوده البهجه الدافئه، وحظيت بحوار عميق وقصير، مع شخص ملهم وناضج يكبرني اعوام، لكن الحديث مع شخص حقيقي ذو معنى بنسبه لي، وهم قلة من يتمكنون من خوض حديث شيق معي، ومع سريان هذا اليوم الجميل، أدركت لطف مليء باليسر والتسخير، ومع مضي اليوم كنت امضي بتدفق تام معه، حظيت بلحظات ثمينة عشت تفاصيلها، فسرعان ما تعمقت بداخلي، فأخذني عقلي في نزه لطيفه وقمت بتدبر على مهل يومي هذا!، وجدت أنني حظيت بيوم ثمين، يوم شتوي ألا أنه يحمل روح غيمه صيفيه، روت ومن ثم غادرت بلطف بعدما أسقت قلب أحدهم، و بينما كنت اجلس في الحديقة، واتامل صغيرتي في محاولاتها للوصول لي، كنت في المقابل اخبرها أنها تستطيع ويمكنها فعل ذلك، وبعد خطوات قامت بها، سرعان ما سمعت هتاف مجموعه، وعند الالتفات، رأيت أن هناك فتيات ورجل كبير في السن يصفقون، وبسرعه التفت لصغيرتي لمشاهدة ردة فعلها، فرأيتها تبتسم بخجل مع اصرار، أن لا تخذل نفسها اولاً ومن ثم الرائعون ووالدتها، اجتاح قلبي السرور والسعاده، وبصدق قلت شكراً يالله على لطفك الدائم، وبالفعل هنا أدركت أن الظروف في علاقة طرديه مستمرة، في البداية محاولة أن اجعل صغيرتي تعتمد على نفسها، فتلقيت ذكرى جميله مع شعور دافئ، أن هناك تسخير والاهم أنني لستُ وحدي، هولاء الرائعين هم انعكاس لجميل بداخلي وداخل ملاكي الصغير، هذا اليوم مليء بالدروس الثمينة، والتي تمهدني للمرحلة القادمة، ما أجمل أن تدرك بيقين أنه معك وطوال الوقت، بينما اكتب كلماتي هذا، يملئني امتنان عظيم لما وهبت، ربي وحده من يدرك عمق وسطحية حقيقة دلال، هو وحده معي ولم يفلتني على الرغم من تقصيري معه.
لستُ ملاكاً لا يخطئ، بل انسان يولد من جديد مع كل خطاء، اتالم ومن ثم اتعلم ومن ثم انطلق مجدداً، الخير موجود دائماً في كل مكان وزمان، ثق بنفسك و حارب من أجل ما تريد، ثق أن لك رب لن يخذلك ولو أن العالم اجتمع على أن يضروك، لن يضروك مالم يريد ذلك، امض في هذه الحياة بثقة أنك لست وحيد، بل رب العالم والعالم معك.
أشعر بالكثير من السعاده الغامرة وأنا اكتب هذا الكلام، وأمل أن اتمكن من ايصال احساسي لكم، ما كان يجعل النوم صعب عليك سلمه لعلام الغيوب بثقه، لن يتركك في شتاتك وقت طويل، سينتشلك من ما أنت فيه، سيأخذك حيث تجد السلام، وينمو اليقين بلطف وثقه بداخلك، أن ما هو لك سياتيك شراً كان أم خيراً آمن.
في النهاية ما اود أن اوصله لكم يا رفاق، تأكدوا أن الرب لن يحملك مالا تستطيع تحمله، والاهم هو برفقتك ومعك قبل أن يصيبك قدره، ثق بأن العناية الالهية معك أينما ذهبت.
مرات لا تحصى كان يغزو القلق والشتات حياتي، ويشاركني نفسي بصعوبة، ألا أنني من اللحظة، التي شعرت فيها لأول مرة أنني طوال السنوات الماضيه، لم اكن وحدي ابداً، تغير كل شي، ومحوت الكثير من نسختي السابقه، فتألقت بعدما خضت تجربتي الخاصة في هذا العالم الشاسع، والذي لا يزال يجذبني نحو اماكن، لم اكن احلم أن ازورها يوماً، لكن نداء الروح لا يزال يزاحمني، ويجب أن البي النداء.
اعتنوا بأنفسكم يا رفاق، وارتدوا ملابس ثقيلة فالاجواء اصبحت بارده جداً، لا تمرضوا.
انسان يولد من جديد مع كل خطأ
اتألم ومن ثم اتعلم
رائع جدا وممتع واحساسك وصل بل هو الآن في اعماقنا..
شكراً دلال